📁 آخر الأخبار

معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة .

 

معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة

 وما يعطي القيمة الدلالية الكبرى أيضا لمعركة واد المخازن هو أنها وقعت في ظروف إقليمية ودولية معقدة و دقيقة تميزت بسلسلة من المواجهات العسكرية مع القوى الاستعمارية الأوروبية، وبتنامي الأطماع الأجنبية والرغبة في التحكم في أوضاع الشمال الإفريقي وخاصة في الدولة المغربية، بهدف استغلال الموانئ المغربية الاستراتيجية، مع البحث عن الذرائع لتبرير حملات عسكرية على المغرب، وهو ما لم يتأت لهم رغم الفارق في القوة العسكرية .

 وكعادة المغاربة في كل الشدائد ،لقنوا العدو درسا بليغا أضحى مرجعا تاريخيا في الشجاعة والتماسك والصبر، واستطاعوا الحفاظ على استقلالهم وسيادتهم، ليقوضوا أحلام ملك البرتغال الذي ركب أطماعه مغامرا في حملة عدوانية غير محسوبة العواقب لبسط نفوذه والهيمنة على الكيان المغربي الحر المستقل والقوي. وفي يوم الاثنين 4 غشت من سنة 1578 ،دارت معركة حامية الوطيس بوادي المخازن في منطقة السواكن بعد أن حطم المغاربة جسر النهر للحيلولة دون تراجع القوات الغازية نحو ميناء العرائش ، ومني البرتغاليون بخسارة جسيمة حيث قتل ملكهم ،والملك المخلوع محمد المتوكل ،كما توفي السلطان عبد المالك السعدي إبان المعركة بسبب تسمم تعرض له من الأعداء.

وقد أخفى خلفه السلطان احمد المنصور الذهبي نبأ وفاته ليواصل تدبير وقيادة المعركة التي اصطلح تسميتها بمعركة الملوك الثلاثة ، والتي أكسبت المغرب مجدا تليدا زاد من هيبة المغرب ومكانته.

ولهذه الأسباب، شكلت معركة وادي المخازن مبعث اعتزاز وفخر كبير للمغرب كبلد تواق الى السلم والأمن والاستقرار وقوي وباسل في الدفاع عن كرامته وسيادته ووحدته الترابية.

معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة

في 24 يونيو 1578 م أبْحر الملك الشاب سيباستيان وبرفقته 23 ألف جندي محملين على متن خمسمئة سفينة غالبيتهم برتغاليون مع مرتزقة إيطاليين وألْمان وإنْجليز، بعد رحلة طويلة رسوا في أصيلة، في هذه الأثناء السلطان عبد الملك، قادما من مراكش والذي لم يكن آنذاك في أفضل حالاته الصحية، استطاع جمع عشرات الآلاف من الجنود، كانوا على عقيدة عالية، كونهم سيدافعون عن أرضهم وأولادهم ضد من جاءوا لغرض الاستعمار، قبل أن يلتحق به أخوه السلطان أحمد المنصور قادما من فاس مع آلاف من الجنود .

معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة