📁 آخر الأخبار

معركة إغريبن .

 


يوجد موقع إغريبن بقبيلة تمسمان بالريف،بالضبط هو على حدود قبيلة "أيت توزين "و "أيت وليشك"،حيث يبتعد على أنوال ب6 كلم،تحيط به مرتفعات حادة و منعرجات شديدة،تفصل بينهما خنادق عميقة في بعض الأماكن،وهو مكان حمس الإسبان لإحتلاله بسبب قربه من أنوال الذي كان مركز القوات الإسبانية في تلك المنطقة،وكان قرب "إغريبن" منطقة تسمي "سيدي إبراهيم" التي كان الإسبان يطلق عيلها "أكمة الأشجار" التي تتوفر على عين تسمي عين "عبد الرحمان"
بعد معركة "أدهار أوبران" في 1 يونيو 1921 التى يمكن إعتبارها جرعة قوة للريفيين،وبعد الهزيمة التي تلقاها العدو الإسباني في "أبران" و إحساسه بأنه لا شيء مقابل عزيمة الريفيين الذين لن يتنازلوا عن أرضهم كيفما كانت قوة العدو.استطاع المجاهدون عبور واد أمقران وإنشاء مركز للمجاهدين "بأمزوروا" يوم 14 من نفس الشهر مما جعلهم يعجلون في إسترجاع موقع "سيدي إبراهيم " وكان ذلك يوم 16 من الشهر ذاتهارية الإسبانية على إحتلال "إغريبن" المركز يوم 17 يونيو 1921 و حصنته بفرقتين ، واحدة من المشاة، و أخرى من الرشاشات و المدفعية برئاسة القائد "بنيتيز" الذي سيلقي حتفه "بإغريبن" على يد الريفيين الأحرار بالإضافة الي أكثر من 300 جندي إسباني ،وفي اليوم الموالي منع الريفيون المعسكرين في جبال "إغريبن" وكذا "سيدي إبراهيم" الإسبان من الإقتراب من عين "عبد الرحمان" مما جعلها تستنجد من القوات الممركزة بأنوال وبالفعل خرج يوم 21 يونيو أكثر من 3000 جندي لفك الحصار على تلك العين ولكنهم فشلوا في ذلك لأن المجاهدين تصدوا لهم بكل قوة و عزيمة بل إستطاعوا قتل فيهم الكثير،ولكن مولاي موحند دخل مع الإسبان في هدنة وتركهم يستغلون ذلك المنبع مع منوشات هنا و هناك يقوم بها الريفيون الذين لم يعلنوا بعد الولاء للمقاومة الريفية المنظمة تحت قيادة الأمير

خلال فترة الهدنة التي إستغرقة تقريبا شهر أمر مولاي موحند المجاهدين بحفر خنادق قرب مركز "إغريبن "وكذا إصلاح الطريق الرابطة بين مركز "أمزاورو" و"إغريبن " لضمان الإتصال السهل و السريع بين المجاهدين.مما يوحي لنا أن الهدنة كان الغرض منها الإعداد لطرد العدو من "إغريبن" وكذلك لربح الوقت لتوافد أكبر عدد من الريفيين للمشاركة في الحرب التحررية لوطنهم الريف.
كانت تخرج من "أنوال" كل يومين قافلة محملة بالمؤن،تحرسها القوات النظامية التي كانت ترابط بتلك المنطقة،على الرغم من أن الطريق كان محفورا بالخنادق ولم يكلفهم الأمر مجهودا كبيرا،ولكن يوم 17 يوليوز سيعطي مولاي موحند أوامره للمقاومين بأن يمنعوا العدو الإسباني من الإقتراب من عين " عبد الرحمان" وقطع المؤنة على مركز إغريبن،رغم محاولة العدو بإيصال المؤنة إلي المركز بقوته لم يفلح في ذلك مما جعل الريفيين يلجؤن إلى الهجوم على مركز" إغريبن" بالأسلحة التي غنموها من "أدهار أوبران"،حيث كان الهجوم من كل جهات.
هذا الحصار جعل المستعمر في "إغريبن" ينهار كليا بسبب ندرة الماء إبتداءا من يوم 17 من الشهر يوليوز شح لديهم الماء والأكل،وبعد يوم التالي لم تبق لديهم أي ذخيرة كانوا يمتصون من شدة العطش البطاطس والماء الذي تخلل فيه الفلفل والطماطم،وبعد نفاذ ما يملكون من ذلك بدأ يشربون الكلونيا (العطور) ثم المداد،وفي الأخير بولهم المخلوط بالسكر.وشهادة الرقيب دافيلا (davila) و"الجندي رويث لوبيز" الذين بقين على قيد الحياة،مرعبة عن الأحداث التي وقعت ، حيث قالوا "إننا لم نجد الماء مما جعلنا نمتص كل شيء من أجل الماء ،وشربنا ماء الذي تخلل فيه الفلفل والطماطم،بل أكثر من ذاك شربنا العطور و المداد وفي الأخير شربنا بولنا بعد أن وضعنا فيه السكر "،ويعلق كذلك العقيد لويس كاسادوا (casado) الذي سقط في يد الريفيون وانتهي أسيرا عند مولاي موحند ،بعد أن أطلق سراحه من قبل الريفيين متحدثا عن إغريبن" لم يكن الجوع مهما،ما كان يقتلنا هو العطش ".
وذكرت"ماريا روسا دي مادارياغا " في كتابه خندق الذئب نقلا عن كاسترو (castro) "أن بعضهم من أجل إفراز البصاق كان يدخل فى حلقه حصى صغيرا،وبعضهم كان يمتص الدماء بشفتيه التي تسيل من جراحه،أنتشر الكزاز والهنغرينا بين المرضى والجرحى والحمى المحرقة وظهرت على بعضهم علامات العته والحمق وفقدان العقل.رمي أحدهم نفسه من صخرة عالية وهو يصرخ الماء