📁 آخر الأخبار

دولة المرابطين .

 


الدولة المرابطية هي سلالة مسلمة من الأمازيغ تركزت في أراضي المغرب الحالي. أسست إمبراطورية امتدت على مناطق المغرب الأقصى والأندلس، بدءًا من خمسينيات القرن الحادي عشر واستمرت حتى سقوطها في أيدي الدولة الموحدية عام 1147م، انبثقت من حركة دعوية إصلاحية إسلامية اعتمدت في بدايتها على قبائل صنهاجة بعد التحام عدد من قبائلها الكبيرة.تحول هذا الالتحام إلى سند شعبي لم يلبث بدوره أن تحول إلى سند عسكري أفضى في النهاية إلى نشوء قوة إقليمية اقتصادية لسيطرة تلك القبائل على عدد من الطرق التجارية، إضافة إلى الروح الإسلامية الإصلاحية المبنية على اعتقاد مالكي سني، فسمت نفسها تسمية معبرة عن ذلك وهي «دولة الرباط والإصلاح». كان أول تحرّك عسكري للملثمين صوب قبيلة جدالة، وبعد إتمام ضم بقية القبائل الصنهاجية البدوية إلى دعوتهم تقدموا نحو الشمال لمواجهة الزناتيين المسيطرين على الخط التجاري الواصل بين الصحراء والأندلس، وكان دخول وسيطرة المرابطين على سجلماسة سنة 447هـ باكورة عملياتهم العسكرية الكبرى لتوحيد المغرب الإسلامي

أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن ترقنت بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي، أحد الشخصيات التاريخية التي حكمت المغرب  40 سنة في القرن 11 الميلادي، وعاش نحو قرن. ويعد أقوى الأمراء الذين حكموا الدولة المرابطية، التي كانت تمتد من مدينة بجاية الجزائية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن منطقة بلاد السودان جنوبا حتى بلاد الأندلس (إسبانيا) شمالا، كأكبر دولة في أفريقيا وأوروبا حينها

ولد يوسف بن تاشفين -ثاني ملوك الدولة المرابطية بعد ابن عمه أبو بكر بن عمر اللمتوني- حوالي سنة 400 للهجرة الموافق 1009 ميلادية في منطقة لمتونة، وهي إحدى قبائل صنهاجة بموريتانيا، ووالده هو إبراهيم بن تورفيت بن وارتقطين، ووالدته هي فاطمة بنت سير بن يحيى بن وجاج بن وارتقطين، ابنة عم أبيه.

نشأ ابن تاشفين على حب الجهاد داخل أسرة ملتزمة بدينها الإسلامي، مثل باقي قبائل صنهاجة آنذاك، كما كان شجاعا وقياديا وهو صغير السن، الأمر الذي مكنه من الالتحاق بالحركة المرابطية التي أسسها الشيخ عبد الله بن ياسين، في منطقة على نهر النيجر في منطقة نائية بالسنغال.

وبعد وفاة الشيخ عبد الله بن ياسين، تولى أبو بكر بن عمر اللمتوني -ابن عم يوسف بن تاشفين- مقاليد الحكم بالحركة المرابطية، وسار على نهج مؤسسها في الجهاد والدعوة إلى الله في منطقة الصحراء.

واستمرت حركة المرابطين في النمو، والتحق بها آلاف المريدين، وواصل أبو بكر بن عمر نهجه في الجهاد وتوحيد البلاد، مستعينا في ذلك بابن عمه الأمير يوسف بن تاشفين وعينه قائدا للجيش، وعمره حينها 48 عاما

بقيت سبتة المدينة الوحيدة التي لم تخضع له، فقام يوسف بن تاشفين سنة 476 هـ 1083م بتوجيه ابنه المُعزَّ بجيش إلى سبتة لفتحها، فحاصرها برًّا وبحرًا، ودارت معركة بحرية واستطاع المرابطون فتحها عام 1084م. كان حال الأندلس على نفس حال المغرب حين وصل يوسف بن تاشفين إلى سدة الحكم، حيث كان الحكم مبعثرًا بين ملوك الطوائف التي كانت متناحرة فيما بينها، واستغل ألفونسو السادس ملك قشتالة تلك الأوضاع المتدهورة للأندلس وأقدم على احتلالها، فضم طائفة طليطلة، وما بعدها حتى بلغ جزيرة طريف. فاستنجد أهل الأندلس بالمرابطين، وكان أبرزها الوفد المكون من قضاة إشبيلية وبطليوس وغرناطة. وعندما اطمئن الأمير المرابطي من أمر بلاد المغرب بعد توحيدها وتحسن أوضاعها؛ قرر العبور إلى الأندلس بعد أن اقترح عليه وزيره ومستشاره ابن أسبط الأندلسي الأصل، أن يطلب من المُعْتَمِد أن يتنازل عن مدينة الجزيرة الخضراء كي يتصرف بها جيشه بحرية ويتمكن من عبور البحر متى شاء، فوافق المعتمد وجمع القضاة والفقهاء، وكتب عقد هبة الجزيرة الخضراء للأمير يوسف، وتسليمها له بحضورهم، وكان يحكمها يزيد الراضى بن المُعْتَمِد، فأرسله إليه أمره بإخلائها وتسليمها للمرابطين

إن دولة المرابطين تركت آثارًا معمارية بارزة ظلَّت باقية على مرِّ الدهور وكرِّ العصور؛ لترشد الأجيال المتعاقبة على  سموِّ حضارة المرابطين المعمارية، ومن أعظم هذه الآثار على الإطلاق

جامع القرويين -

المسجد الجامع بتلمسان -

الآثار الحربية -