يقع هذا الموقع في الشمال الشرقي من المدينة، على تلة صغيرة تطل على مصب نهر أبي رقراق، وهو من أعمال الخليفة الموحدي يعقوب المنصور الذي قام في عام 1184 ببناء ما كان من المقرر أن يكون أكبر مسجد في غرب البحر الأبيض المتوسط، وقد تم التخلي عن المشروع قبل وقت قصير من وفاته في عام 1199. الصومعة التي لم تكتمل، والأعمدة الحجرية الأسطوانية فرضت وجودها، وشكلت لقرون، معلما حضريا بارزا، ورمزا للمدينة. وعلى امتداد مصب نهر بورقراق، توفر المنارة صلة وصل بين مدينتي الرباط وسلا التوأم. ومنذ عام 1969، أضاف ضريح محمد الخامس روعته إلى هذا الموقع. قاعة الضريح هذه مستوحاة مباشرة من مقابر الميرينيين والسعيديين يعلوها قبو مزخرف بشكل رائع ويزينها من الخارج سقف هرمي من البلاط الأخضر. ومن خلال شرفة المعرض، يمكن للزوار الدخول إلى قاعة الضريح والترحم على أرواح الملك محمد الخامس وأبنائه، الأمير مولاي عبد الله والملك الحسن الثاني. هذه التحفة المعمارية تقدم توليفة رائعة من الفنون الزخرفية المغربية التي تستمد جذورها من الدراية الفنية التي تم تطويرها ونقلها لعدة قرون
مكونات المسجد
يبلغ طول المسجد 183م و139م عرضا. كما تبلغ مساحة قاعة الصلاة وحدها أزيد من 1932 مترا مربعا (أي 139 × 139) وهي مساحة غير معهودة في قاعات الصلاة بالمساجد الأخرى. وليس للمسجد صحن واحد كباقي المساجد المغربية بل له صحن كبير قرب المنار وصحنان جانبيان ووسطه كله تثفله الأعمدة التي تتفاوت علوا من 25 ر 3م إلى 50 ر 6م، وتتميز البلاطات المقاربة للأسوار بعلو أعمدتها المستديرة الشكل. على أن استدارة الأعمدة كلها أمر غير عادي في عامة مساجد المغرب. ولضمان متانة السقوف، فقد اختيرت الأعمدة من الحجر والرخام الذي لا يعرف بالضبط مصدره ولكنه مجلوب من خارج الرباط. كما أن كل عمود يتكون من عدة قطع كثير منها غير منسجم انسجاما تاما ولكن لا يبعد أن تكون نية المصمم قد اتجهت إلى تلبيس أو زخرفة هذه الأعمدة فيما بعد، وإن كان من المعتاد لدى الموحدين وسابقيهم المرابطين الاهتمام بعنصر الضخامة والبساطة أكثر من الاهتمام بعنصر الزخرفة. وككل مساجد المغرب تقريبا فإن عقود جامع حسان كانت على ما يحتمل تتجه نحو القبلة